ذكاء امرأة

من المهم جدا اختيار الكلمات المناسبة و الأسلوب المناسب للحديث، لكن الأهم.. هو اختيار "الوقت المناسب" لذلك الحديث

و هذا موقف علمت به فأحببت أن أكتب عنه.. لأنه أعجبني بشدة

ففي يوم و تلك الأسرة عائدة إلى منزلها... بعد قضائهم لليلة سعيدة حيث قاموا بزيارة العديد من الأقارب، دار هذا الحوار

الابنة: لماذا لا تكون أيامنا كلها عيدا ؟! أتمنى أن يدوم العيد طوال العام.. أو على الأقل يستمر لبضع أيام أكثر

الأم: أما أنا.. فأتمنى أن تعود بعض الأيام إلى الوراء لأصلي مرة أخرى "التهجد" في المسجد

الأب(و قد بدت عليه علامات الدهشة و الاستفزاز): لماذا التهجد في المسجد بالتحديد؟! صلاة المرأة أفضل ببيتها. ألا تعلمين ذلك؟! يمكنك قيام الليل كله إذا أردت ذلك، فلست بحاجة إلى المسجد في شيء

الأم: نعم... إحساس أنك تصلي في جوف الليل هو إحساس رائع.. قمة في الرقي و الرفعة تشعر به نفوسنا بالطبع........ لكني أشتاق لأن أسمع صوت الامام.. أو أن أصلي خلف أحدهم و أسمع القرآن يتلى من غيري.. فتكون "جماعة"... و لكن في جوف الليل..... يااااه! ياله من احساس و مذاق.. أتمنى أن أشعر به مرة أخرى قريبا. أن أصلي مع الناس في جوف الليل ..في أحلى وقت في حياة الانسان

و تمر ساعات الليل الثقيلة، و يسدل الظلام ستائره على الكون كله... ليخترق سكون هذا الليل الغامض صوت قرآن..... في جوف الليل.. إنه صوت رجل

نعم!! إنه هذا الرجل.... ، و خلفه تصلي زوجته ... سعيدة بتحقيق أمنيتها :) لقد استطاعت أن تغرس نبتة صالحة في منزلها.. بكلمات بسيطة، و أمنية عابرة.. و لكن... قيلت في وقتها المناسب