Monday, March 26, 2012

لحظــة صــعبة


 كـانت تلك من أصعب لحــظات حياتي..على الرغـم من أنها ربمـا لم تأخذ من الوقت أكثر من دقيقــة

سألتنــي مبتسمة.. "هــو انت شكلك إزاي؟

وجدتنــي بدأت في الإجابة بخجل شديد و أنا لا أعلم ماعليّ قــوله، أجيب سؤالهــا و بداخلي قطــار من الأسئلة المتســارعة الـتي لا تنتهي!! ماذا علي أن أقــول؟!كــيف أصف نفسي؟؟
كــيف تدرك هي معنى كــلمة"شكل"؟؟  إن وصفت لــها عيناي..هــل ستدركهما بالفــعل؟؟ أنفي..فمي.. شكــل وجهي!!! شــعرت فجأة أني بالفعل لــست أجيد الوصــف

هــل عليّ أن أمســك بيدها و أطلب منهــا أن تتحسس وجهي لتعرف ملامحي كمــا أرى في الأفلام؟؟ ربمــا جرحت شعورهـا بمجرد تفكيري ذلك!! فهي مبتسمــة بشدة و أنا بخجل أحاول وصــف نفسي! لكن..... مــازال السؤال يدور بداخلي... كــيف ستدرك ذلك الوصــف و هي ولدت بلا بصر، لم تر أشكال الناس، الحيوانات أو الزهور يوما.. لا تعــرف الألوان إلا بالمعني و الإيحاء.. فكـــيف لي أن أصف نفسي بهذه البساطة

أحببت شــغفها، إحساسها، ثقتها الجميلة بنفسها... علمتني كثــيرا و هي لا تعرف
أحببت ابتسامتها و أسئلتها لأستطرد في وصف شكلي،و كم كرهت عجزي عن الوصف و تفكيري السطحي الضيق في كــل ما حولي

الــكثير منــا يمتلك البــصر، لكن ربمــا يفتقد الكثير من البصـيرة
الحمـــدلله على تـــلك النعمة التي لا نشعر "فعلا" بقيمتهــا إلا عندما نلاقي من لا يمتلكونــها........ الحمــــد لله على نـــعم كثيرة لا ندركها حولنا

من مذكراتي البسيطة مع المكفوفين