Sunday, March 22, 2009

دمـــــــــوع



دي محاولة لكتابة قصة قصيرة... قولوا رأيكم(طبعامن غير مبالغة) انتو عارفين كويس
....................................
انتهت من إعداد طبق التونة بالبصل و الخل كما تحبه حفيدتها،ولم يبق إلا بعض الإضافات البسيطة
انتقلت إلى حامل الأطباق و على وجهها ابتسامة كبيرة.. فهذا هو اليوم المخصص لزيارة حفيدتها لها كل أسبوع،و قدوصلت إليها بالفعل منذ بضع دقائق
بدأت في جمع أدوات الطعام كي تضعها على الطاولة لتناول الطعام مع حفيدتها. أخذت ستة أطباق و ملاعق و هي لا تفكر سوى في الساعات القليلة السعيدة التي ستقضيها مع حفيدتها... لكنها توقفت فجأة عندما أدركت أن عدد الأطباق الذي جمعته غير صحيح تماما!!


توقفت عن الحراك و هي تفكر كيف حدث ذلك؟ كـيف جمعت ستة أطباق كي تضعها على طاولة بيتها الهادئ؟؟ و كأنها عادت بالزمن إلى الوراء أكثر من ثمانية أعوام مضت
تذكرت أياما كان بها هذا البيت مليئا بالحياة و البهجة. تذكرت زوجها العزيز و الذي كان يجمع شمل الأسرة كلها بأوقات الطعام. تذكرت يوم وفاته و إحساسها المؤلم بالوحدة آنذاك. كانت بكل لحظة تفكر أنها ليس باستطاعتها الحياة بدونه، لم تكن تتخيل أن تستمر في الحياة بعده كل تلك الأعوام


تذكرت ابنتيها اللتان لاتراهما إلا على فترات متباعدة جدا. . ابنتها الكبرى التي لا تعلم عنها إلا القليل، فقط بعض المعلومات الأساسية بلا التي تنقلها ابنتها ذات الاثني عشر عاما إلى جدتها بلا تفاصيل عند زيارتها لها كل أسبوع.
!!ليست ابنتها الكبيرة بعيدة في السكن كل ذلك البعد حتى لا تزور أمها سوى مرات معدودة كل شهر
و ابنتها الآخرى التي لا يملأ عقلها إلا العلم. شغوفة هي بالازدياد من العلم كل لحظة و تحضير الأبحاث و حضور المؤتمرات، شغوفة لدرجةجعلتها تتناسى كل ما بالعالم من حولها
أخذت قرارا بتكريس كل حياتها للعلم إلى يوم وفاتها، و نسيت أن هناك من كرّســت كل حياتها لتربيتها هي و إخوتها...وتستحق اليوم تكريس ولو يوما واحدا لزيارتها كل أسبوع
كــان الجميع يشجعها على حب العلم و استكمال دراساتها العليا وما بعده.. لـكنهم لم يتخيلوا للحظة.. أن هذا الحب المفرط سيدفعها لشراء شقة صغيرة بجانب الجامعة لتعيش وحيدة بعالم الزئبقيات و التفاعلات الكيميائية و الدراسات المعقدة...بعيدا عن أي علاقات اجتماعية إلا نادرا
ابتسمت العجوز و هي تتذكر ابنها العزيز الذي سافر بعد زواجه إلى استراليا ولم تعد تراه إلا خلال زياراته السنوية لمصر
تستمد صبرها من الله.. ومن لقاءات باردة خالية من دفء المشاعر بينها و بين ابنها و أسرته على شاشة الكمبيوتر. لكم تشعر أحيانا برغبة في كسر هذا الجهاز العقيم الذي يريها أحباءها لكنها أبدا لا تستطيع لمسهم من خلاله
...................................
و ها هي اليوم وحيدة بين جدران منزل كبير كان يوما رمزا للسعادة و جمع شمل العائلة كلها
خانتها عيناها و خرجت دمعةحبيسة كانت بداخلها منذ زمن، كانت بمثابة إشارة استئذان تلاها شلال من الدموع على وجه السيدة العجوز
في تلك اللحظة جاء صوت حفيدتها من خلفها يتساءل "جدتي! ماذا هناك؟ ما الذي أبكاكي؟؟"
ابتسمت الجدة في حنان و قالت... لا تقلقي عزيزتي. تلك كانت..دموع البصل

20 comments:

رئيس جمهوريه نفسى said...

انا بحسد بطلة قصتك انها قدرت تبكي لانى زى ما قولت " تبقي دموعي طيرا حبيس رغم انفتاح باب القفض تأبي الطيران " فبحسدها على دموعها احيانا الدمع بيخفف حاجات كتير جوة الواحد وبيشيل عنه هموم اكتر من حرقة الدموع بس رغم كون الدموع بتريحنا فى نفس الوقت ممكن تجرح ناس مقربينا اللينا علشان كدة بنحاول نداريها ولو لمحو دموعنا بنقول انى عينينا اطرفت او حتى دي دموع البصل

salma mohamed said...

سيندم هؤلاء وقتما لا ينفع الندم
هم من سيبكون ولكن ستكون دموعهم دما
وستلفظهم الدنيا جراء عقوقهم
وسيكون ما شغلهم وبال عليهم وسبب في العذاب والألم
هم لم يصونوا النعم ونسوا ان للكون ربا لا ينم
أعرضوا عن الجنة والجنة تحت هذه القدم

وحـــــــــــى القلم said...

عزيزتى لكم أثرت كلماتك فى فجال بخاطرى الكثير من التأملات عن الوضع الحالى فى بيوت مصر ليس الكل بالطبع بل الغالبيه
نسى هؤلاء أجمل ما فى الوجود ... الترابط الأسرى
بالفعل إنها أجمل مشاعر فى الوجود
الأسره ...
المحضن التربوى الأول ... مركز تكوين القيم ... مركز الإمداد العاطفى
إذا أنهارت فماذا بقى للأنسان من متاع الحياه !!!!!
و الأم هى محور الأسره
يكفى سيل مشاعر الأمومه التى وضعها الله فى قلب كل أم
أشعر أنها مورد متجدد إلى أن يشاء الله وينقطع ذلك الإمداد من الحيا عندها ...

sakayar said...

إيه البشاعة دي
دي قصة قصيرة دي؟؟
وكمان عايزة رأينا؟؟
عايزة رأينا ف إيه بقى؟؟
دي روعة
:))))
الأسلوب بسيط ومرسوم بحس ورؤية جميلة
يعني الكلام بيتقرأ والقاريء بيعيش القصة ويتصورها أدام عينيه ويشارك فيها بمشاعيره واحساساته كمان

كان معكم ناقد فاقد رائد سكايار الطاغية
:)
بجد أسلوب جميل .. وعجبتني أوي دموع البصل دي ... كنت أسمعهم بيقولوا دموع الفرح ... أتاري الستات عندهم كل الحياة دموع
:)
ربنا ميكتبش لحد هذا الشعور السيء بالوحدة والهجر أو الاهمال
تحياتي لسموك

وحـــــــــــى القلم said...

هبه
بلييييييييييز طمنينى عليكى
انتى فين؟؟؟؟؟؟؟
واخبارك ايه؟؟؟؟
بلاش كده ربنا يخليكى

Banota said...

جميلة اوى .. بس حزينة شوية .. أسلوبك مشوق وجذاب .. يعنى بيخلينى عاوزة اعرف باقى الأحداث .. بداية كويسة أستمرى ..

هبة هو أنا ينفع أخد الميل بتاعك وأكلمك على الياهو ؟
أصل بجد حاسة انى محتاجة أتكلم أوى

:)

إنسان مقيد said...

عزيزتي الفراشه

قريت مره تعليق لأحمد خالد توفيق عن قصه في بريد قراء سلسلتي المفضله ليه وهي فانتازيا بيقول ان لازم القصه القصيره تحمل في آخرها مفاجاءه وانتي حققتي المفاجأه أي نعم مفاجأه توجع بس عملت مش بس قصه قصيره نكتب عنها تعليق لأ عملت اللي أكتر من كده أنها خلتنا نفكر ويمكن ربنا يثبتها جوه عقولنا وميكونش فينا حد زي أولادها

هيثم مكارم said...

المحاولة موفقة جداً يا فراشة ، والتجربة تستجدي قريحتك تجارب أخرى.

من الأصول المهمة في القصة القصيرة ، العمق في الكلمات والمعاني ، الوصول إلى المضمون بأقل الكلمات ، الإثارة والتشويق والمفاجأة.

تمنياتي بالتوفيق ، وفي انتظار محاولات أخرى قريباً.

دمتِ بخير.

Rosa said...

ما شاء الله. لخصتي أزمة إجتماعية و مشكلة كبيرة من إنقطاع صلة الرحم في زمننا هذا في كلمات قليلة.

محاولة جميلة و لمستني جداً إستمري و ربنا يوفقك.

وحشتيني جداً جداً و آسفة على الغياب الفترة الطويلة دي.

أنا كنت غايبة عن مدونتي كمان بس راجعة دلوقتي و هكتب شوية حاجات أتمنى انك تقرأيها و تعلقي عليها و يار ريت لو في موضوع عجبك و حسيتي انه دعوة للإيجابية ستحق النشر أن تكتبي عنها في مدونتك و تضعي لها لينك علشان الفائدة تعم لأن زوار مدونتي ليسوا كثر و أنا أتمنى من الله أن أساعد و لو بقدر ضئيل في نشر الفائدة للآخرين.

قلب ينبض لله said...

انا قريت القصة دي مرتين وفي المرتين كنت بحس أحاسيس قوية جدا

هبه بئي دا آخر كلام عندي
طلعي بئي المواهب اللي عندك دي وماتحرميناش منها
ممكن؟:)

سلام ياقمر

rtrcbh said...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

السادة الأفاضل زوار مدونتي الأعزاء ، أساتذتي الفضلاء ، إخوتي من المدونين والمدونات ،أصدقائي الأعزاء
تحية طيبة وبعد
أتشرف بدعوتكم اليوم إلى زيارة مدونتي ( مدونة ادم ويحيى ) وذلك بصفتكم أحد الشركاء الأساسين فيها بآرائكم وتعليقاتكم على موضوعاتها وزيارتكم لها
لحضور ندوة بعنوان

( ادم ويحيى ، تجربة تدوين )

اليوم هو استفتاء على تجربة تدوين

اليوم نعرف من هو أبو يحيى وادم وكذلك ادم ويحيى من هم ومن والدتهم

اليوم نعرف حقيقة هذه المدونة وما هي رسالتها الحقيقة وهدفها

اليوم رسالة اعتذار لكم عن بعض الأمور

اليوم رسالة شكر من كل قلبي على أمور أخرى

اليوم استفتاء حول منهج مدونة ادم ويحيى

اليوم هو رسالة منكم لي حول ما طالعتموه بيوم من الأيام بهذه المدونة
فأرجوا أن لا تبخلوا على بتعليقكم على هذه ألتدوينه
في انتظار زيارتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د/أبو يحيى وادم

salma mohamed said...

انتِ فين يابوبه؟
مستخبية ومش باينه ليه؟؟
ربنا يطمنا عليكِ

إنسان مقيد said...

عزيزتي الفراشه

الو
الو
الووووووووووووووووووووووو

طيب احنا قلنا رأينا في القصه لكن مقلناش مش عايزين من ده تاني

مستنين الجديد بلاش كسل

♥ BaToOoT ♥ said...

قصه جميله جدددددددن
ماشاء الله
تسلم ايديكى يافراشه
..
انا جيت بس اشكرك على اهتمامك بيا وتعليقك لتانى مره على بوستى
بس انا معلش مش ليا مزاج اكتب حاجه هناك بس جيت اشكرك
وكمان على ردك عند سكايار
وانى مش بدخل بلوجى
بدخل والله وبقرأ بس مش ليا نفس اكتب اى حاجه
تسلميلى بجد
وسلميلى على رفيده :)

نـــــور said...

انتى كده اللى مختفيه صح؟
يارب تكونى كويسه
ويارب تلاقى الحضن واللمسه والبسمه

يارب ترجعى قريب

وحـــــــــــى القلم said...

فراشتى المبهجه
عودى ...
إلى أين ذهبتى ؟؟؟
(بليييييييييز طمنينى عليكى )
أرجعى و أكتبى وأحكى و أتكلمى

mohamed ghalia said...

أنا قولت أجى أسلم وأطمن

salma mohamed said...

بوبه فينك؟؟؟؟؟؟؟
طمنينا يا عسل
انا خليت سميه تطمنك
وانتِ مش طمنتينا ):

الحلم العربي said...

بوبةةة
القصة جميلة قووي
بجد تسلم ايدك
حسيت بيها قوي خصوصا اني بعيدة عن أمي الحبيبة ،لكن مش متخيلة حد يقدر يعمل في مامته كده ، يا رب ما يعميش بصر أي ابن لدرجة انه يخلي أمه تذرف دمعة زي دي

أشكرك بشدة عليها
و معلش اتأخرت كتير عليكي لكن بفكر فيكي كتير
و أشكرك أكتر على انك اخيرا ضيفتيني
يا رب اقابلك قريب علشان نتكلم كتييير
سلام يا فراشتي الجميله :)))

Wish I were a Butterfly ... said...

أعتذر عن عدم الرد على التعليقات المرة دي

شكرا لكل من اهتم و علــق
:)
دمتم بسعادة و مودة