لم يصدق عينيه ذلك الصباح
أخذ يحرك جناحيه ببطء و ينظر إليهما
لقد شفي تماما من ذلك الجرح المؤلم في جناحه و الذي كان يمنعه من الطيران
.........................................
بدأ الطائر الصغير في التساؤل... هل بإمكاني الطيران الآن بعد أن منعني جرحي لشهور عديدة مضت؟
لم يفكر كثيرا في إجابة لسؤاله، فقد بدأ في التحليق عاليا في السماء تاركا الماضي خلفه
انطلق بحرية بين السحب... رفرف بجناحيه بقوة... يغرد بأحلى الألحان السعيدة
أحس بأن قيودا كثيرة قد كسرت، و لم يعد أسيرا لجرح كان عميقا في يوم مضى
لم يعد هناك ما يمنعه من الطيران الآن
أحس بأن الكون بأسره.. ملكا له وحده
و فكر
لكم تمنيت أن أحلق عاليا بعيدا عن كل العيون
ها أنا أحلق بحرية في تلك السماء الواسعة التي لا أرى لها نهاية
و تلك السحب الصغيرة تتحداني كي أمر خلالها و أغوص بداخلها... اطمئني أيتها السحب... فلن أضل طريقي هذه المرة
و تلك المروج الخضراء هناك تناديني..... فإليك أنا قادم
في تلك اللحظة... شعر الطائر بأن كل من حوله من الطيور ينظر إليه
لعله مجرد إحساس بداخله لأنه لم يطر منذ شهور.... لكنه نظر مرة أخرى ليجد الجميع يتوجهون بأنظارهم إليه فقط
مهلا!!! تلك ليست نظرات سعادة من أجلي!! و لا هي نظرات حقد!! ربما هي نظرات.......... و هنا، نظر الطائر إلى جسده الأبيض الصغير ببطء.. ليجد اللون الأحمر قد غطى جزءا منه
إنه ذلك الجرح اللعين
لم يلتئــم بعــد
بل عــــاد ينزف دما