بصي.. إيه رأيك تقفي هنا و أنا هقف في الصف اللي أدامك لحد بعد صلاة العشا نبقى نشوف مكان تاني؟.. قالتها صديقتي التي أتيت معها لنصلي التراويح فوافقتها على كلامها، نظرت خلفي للحظة ثم استدرت سريعا و بداخلي رغبة في ألا أنظر خلفي مرة أخرى طوال الليلة
استكملت صديقتي حديثها مبتسمة "ها؟؟ إيه رأيك في المكان اللي اختارته ليكي؟ يجنن طبعا ومفيش زيه تاني. تقدري تقولي غير كدة؟؟". فابتسمت ابتسامة باهتة حيث إن عقلي كان في مكان آخر تماما، و أجبتها "آه. مكان فعلا مفيش زيه". . . و رحلت صديقتي لأن الصلاة كانت قد أقيمت على أن نتقابل في الاستراحة بين الصلوات
انتهى جزء من الصلاة و كان وقت الاستراحة بين الأربع الركعات الأولى و الأخيرة، وجدتني أسرع الخطى لأكون بجوار صديقتي دون أن أنطق بكلمة واحدة... ظللت بجانبها لحظات ثم أسندت رأسي على كتفها في محاولة مني للإحساس بحبها و كي أحاول نسيان ما يشغل بالي بتلك القوة ... لكني لم أستطع
كنت أحاول أن أمسح من ذاكرتي صورة أعز صديقاتي التي وجدتها تقف خلفي مباشرة.... أخطأت في التعبير الآن، فهي ليست أعز صديقاتي بل "كانت" أعز صديقاتي، لكني بالفعل لم أستطع. أخبرت صديقتي التي تجلس بجانبي بأني رأيت حبيبتي لكني بالفعل ليس بمقدوري أن أذهب لأصافحها حتى
لست غاضبة منها، و لم أكن يوما كذلك... إلا أني بالفعل حزينة لأنها اختفت من حياتي في وقت احتجت إليها فيه كثيرا و دون إبداء أية مبررات...... حاولت كثيرا كثيرا التحدث معها و فهم ما حدث إلا أني فشلت في ذلك إلى أن عرفته بعدها بأشهر......... و لم يكون سببامقنعا بالفعل الحمدلله، بل زاد من حزني في الواقع
أخبرت صديقتي أن حبيبتي بنفس المكان الذي نصلي فيه، إلا أنها لم تراني، و أنا سأقنع نفسي بأني لم أرها لأني لست أريد التحدث في اي شيء مضى و لن أحاول معها العتاب..... كانت مجرد صديقة أحببتها من كل قلبي لكن ذلك لا يتعارض مع كوني لست أريد التحدث إليها مرة أخرى
مرت دقائق ثقيلة علي كأنها ساعات عديدة، لم أستطع منع عقلي من التفكير و قلبي من التحدث معي حتى انتفضت بلا أي مقدمات و أنا أخبر صديقتي مبتسمة بأني سأذهب لألقي على حبيبتي السلام
رمضان كريم و بتاع
:)
هكذا فكرت
و هكذا فعلت
لم أندم على ذلك الحمدلله..... فقط تذكرت أننا في شهر قريب لقلب كل المسلمين، يملؤنا جميعا إحساس غامض بالراحة و السكون و الحب لكل شيء
شهر يذكرنا الله بعفوه عن الجميع إن دعوه بقلب محب..... فلماذا لا أعفو أنا عن مجرد شخصية بسيطة في حياتي؟؟
شهر يتعارف فيه الغرباء و يبتسم فيه الجميع لبعضهم البعض حتى الذين لم تقابل من قبل و ربما لن تقابلهم مرة أخرى...... فذلك ما فعلت... ذهبت لأسلم عليها و احتضنتني بشدة وسط فرحة و دهشة لوجودي أمامها........ لكني لن أعود يوما كما كنت
أحبها كثيرا، لكن يعود أبدا الحب بيننا كمان كان