جلســت أمام المرآة تستــعد لذلك الحـــفل.. هنـاك شعـور غريب بداخــلها الآن، لكنها لا تدرك بالفعـل ماهيته
منذ الصبــاح.. كلمــا نظـرت إلى المرآة أحست بهـذا الشعــور الغريب
بدأت بتمشيط شعرها الأسود المنسدل وراءها.. لا تعــلم كيــف لم تفكــر اليوم في التسريحة المناسبة له. فكلمــا رتبته على شكل، شعــرت أن هناك بلا شك شكــل أنسب منه لهذا الحــفل ... دومــا تعــرف ما تريد. لم يستغــرق منهــا التفكـير مثل هـذا الوقت من قـــبل
انتهت من تمشيط شعرها و بدأت في وضع بعض اللمســات البسيطة من الألوان على وجــهها.. هي ليست ذلك النــوع من النســاء اللائي يحببن كثيرا مساحيق التجمــيل، و يقومون بـطلاء أنفسهن بهــا كلما تطلب الأمر
تحــب البســاطة في كل شيء في حيــاتها، حتى مع مساحيق التجميل.. تؤمن أن جمالهــا الداخلي هو ما سيــظهر، و أن ما بداخل الإنسان لا شك سيشع كضوء رقيق ليلمــس كل من حولــــه، فمـا الحاجة إذاً لوضع مساحيق تجميل بكثافة
لطــالما أحببت الألوان الرقيقة، لا تحب الألوان الداكنة.. حتى في اختيارها لطلاء أظافرها تلك الليلة، اختارت أن يكــون اللـون هو الزهري البسيــط.. رقــيق متلألئ،و ربمــا للبعــض هو لا يظهــر البتـــة... لكــنها رأته هو المنـاسب لليلة
نظــرت إلى ساعة الحائط المثبتة أمامهــا و قامت لتتأكــد من أنها قد انتهت من كــل شيء
أخـــذت تنظر في المـرآة إلى فستانهـا الفيروزي البسيــط الذي يجعلها كــالنجمة الرقيــقة تتلألأ بين الجميــع، و إلى تسريحـة شعرهــا التي انتهت إليها بعـد تفكيــر طويــل غير معهــود
ارتــدت قلادة فضية عليها قلب يزينه بعض الفصــوص البسيطة، و زينت أذنيها بقرطها المفضــل.و هكـــذا.... اتخذت قرارا أنها مستعدة
ارتدت كل ما ينقصها و أخذت حقيبتها و خــرجـــت من بـــاب الغرفـــــة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لكنــــها سرعـــان ما عــادت إلى الغــرفة.. نظــرت حولهـــا كثيرا، لكنـــها لم تعــرف ما هو الشيء المفقـــــود..
خـرجت مــرة أخرى من الغرفة لكن خطــواتها هذه المــرة كـــانت بطيئة مترددة
لكنـــها عادت مـــرة أخرى .. فتشت سريعا في حقيبتها، عــادت مــرة أخرى أمــام المرآة، نظرت إلى كـــل شيء حولهــا غيـــر مدركة لما يـجعلهـا تعــود مـــرة أخرى إلى داخل غرفتها
استغـــرقت في التفكــير كثيــرا و هي تفتــش بعينيها في كــل محتويـــات الغرفـة
حتى جلـــست على كرسيها الصغيــر أمام المرآة مــرة أخـرى، فقــد أدركت أنــها.. غيـــر مستعـــدة